كيف نتقبل ذاتنا

مرحباً يا أصدقائي،

أحببت أن أشارككم اليوم بشيء عميق أثر فيّ كثيراً وشعرت أنه يستحق أن يكون موضوع حديثنا. شاهدت محاضرة رائعة للدكتورة بيرني براون بعنوان “قوة الضعف”. براون، بتواضعها وصدقها، فتحت لي نافذة لرؤية أشياء كنت أتهرب منها في نفسي، وأعتقد أن ما شاركته يمكن أن يكون له صدى لدينا جميعاً.


بدأت براون حديثها عن “الضعف” وكيف أن مجتمعنا يحاول غالباً إخفاءه، كأننا نخشى أن يُرى كضعف حقيقي. ولكن براون قلبت هذه الفكرة رأساً على عقب وقالت إن الضعف هو أكبر مصدر للقوة في حياتنا. بمعنى آخر، كلما كنا صادقين مع أنفسنا ومع من حولنا، كلما شعرنا بالحرية والسلام الداخلي. تخيلوا كم سيكون الأمر مريحاً إذا توقفنا عن محاولة أن نبدو مثاليين طوال الوقت!


واحدة من النقاط التي لمستني بعمق هي فكرة التخلي عن “الكمال”. كم مرة في حياتنا نتردد بسبب رغبتنا في أن يكون كل شيء مثاليًا؟ أحياناً، نضيع فرصاً جميلة لمجرد أننا نخاف أن نقع في الخطأ أو أن نكون أقل من توقعات الآخرين. براون قالت شيئاً مؤثراً: “الكمال ليس هو الهدف؛ الهدف هو أن نتقبل أنفسنا كما نحن”. وكأنها تهمس لنا بأننا كافيون تماماً كما نحن، بعيوبنا، بأخطائنا، وبنواقصنا.


تحدثت براون أيضاً عن أهمية التعاطف مع الذات. قالت إنه علينا أن نعامل أنفسنا بلطف، وكأننا نعطي أنفسنا ذاك الحضن الذي نعطيه لمن نحبهم عندما يعانون. تخيلوا لو أننا نتحدث إلى أنفسنا بنفس المحبة التي نوجهها إلى أعز الناس لدينا، بدلاً من الصوت القاسي الذي نسمعه في داخلنا أحياناً عندما نفشل أو نخطئ.


وأكثر ما أثر فيّ هو حديثها عن أهمية الصدق والتعبير عن مشاعرنا الحقيقية، حتى عندما يكون ذلك صعبًا. تقول براون إن مشاركتنا لما بداخلنا بصدق هو المفتاح لبناء علاقات عميقة وصادقة. وهذا جعلني أفكر، كم من العلاقات في حياتنا تصبح سطحية لأننا نخاف أن نظهر ضعفنا؟ كم نخفي من مشاعر خوفاً من أن نحكم على أنفسنا أو يُحكم علينا؟


وأخيراً، تحدثت عن الامتنان. كم مرة ننشغل بما نفتقده، ولا نرى الأشياء الجميلة التي لدينا؟ براون تذكرنا بأن الامتنان هو أحد مفاتيح السعادة. ربما كل يوم، لو ركزنا على الأشياء الصغيرة التي تجلب لنا السعادة، سنكتشف أن الحياة مليئة بالبركات التي ربما نغفل عنها أحياناً.


يا أصدقاء، لا أدعي أنني وجدت الطريق السحري للراحة والسعادة، لكني شعرت أن في حديث براون شيئاً دافئاً وصادقاً، دعوة لنا لأن نكون نحن، بلا خوف، بلا قناع. أتمنى أن نجد جميعاً في هذا الكلام ما يلهمنا لأن نتقبل أنفسنا أكثر، ونحبها بعمق، تماماً كما نحن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فلسفة وابي سابي كيف تحتضن جمال الحياة غير المثالية

العيش ببطء كيف يمكن للتوقف عن العجلة أن يغير حياتك

الراحه الحقيقه تبدا عند التركيز على الذات